السؤال ليس عيبًا! هذا ما تعلمته اليوم كدرس للعمر في مكتب رخصة السياقة في اتوبيكو في مقاطعة اونتاريو الكندية.
السبب….. ضعوا حزام الأمان لأسرد عليكم قصتي لليوم.
وصلت إلى مكتب امتحان السياقة وتجديد الرخصة في مدينة ايتوبيكو، بعد أن أخذت الباص رقم ١٩ شمال ثم ٧ شمال! كان صف الإنتظار ليس سيئًا كالبارحة عندما أتيت للإستفسار. أبرزت أوراقي ودفعت الرسوم ونجحت في فحص النظر، وأخذت لي الموظفة صورة بعد أن نبهتني بأن أسحب تلك الإبتسامة مع على وجهي!
بعد أن وقعت لي الأوراق، سألتني إن كنت أود أن أقدم الفحص الكتابي الآن. رسمت ابتسامة طفولية من جديد ووافقت دون تفكير.
أخذت أوراقي ومشيت بغندرة نحو قسم الفحص الكتابي، أخذت أوراق الإمتحان وجلست وصدري منفوخ كصدر الديك. أنا وبكل فخر أقود سيارة منذ عام ٢٠٠٣، وحتى هذه اللحظة لم أتسبب أو أمرّ بحادث مروري، وطبعًا أنا أعرف كل قوانين السير.
جاءني أول سؤال ليرسم ابتسامة سخرية على وجهي، كان السؤال: ماذا تفعل أو في حالتي تفعلين لو انفجرت عجلة سيارتك اليمينية الأمامية!
فكرت، يااااه ما هذا التحديد! وأول جواب خطر على بالي وهو ما كنت سأفعله طبعًا، سأتصل بأخي ليأتي لنجدتي، وما يحصل بعدها ليست مشكلتي!!
السؤال الثاني: لو كانت الإشارة حمراء وأشار لك الشرطي بأن تكملي السير، ماذا تفعلين؟
فكرت…. هل أشتري له نظارة، أم أنزل لأبشره بعمى الألوان الذي أصابه فجأة! أم أقول في قلبي (خلي يولي!!)
السؤال الثالث: كيف تتصرفين في حالة السياقة في نزول على تلة؟
أنا عشت في الإمارات، وهناك الطريق مستوية، والخط مستقيم، حتى أنك لا تجد الحفر في الشوارع! كيف لي أن أعرف ما الذي أفعله!
السؤال الرابع: لو كان هناك طلاب مدارس يعبرون، وأنت على تقاطع، ماذا تفعلين؟
للحظة أحسست أني في لعبة الأتاري وجاء في ذهني أنه عليَّ ملاحقتهم جميعًا لأكسب حياة جديدة!!
في بلادنا، المشاة ليست لهم الأولوية، هم كالخيال في نظر السائقين، في بلادنا من كثرة الحفر والأرض المتكسرة أصبح وجود العربة التي يجرها حمار أفضل حلٍّ وأوفر. في بلادنا لا يقطع الطلاب الطريق، بل الطريق يقطعهم وهم في معظم الأحيان بسبعة أرواح! في بلادنا يستعمل الجميع الزمور أكثر من النفس، ويستخدم الجميع الأيدي أكثر من إشارات الإتجاه الموجودة في السيارة- التي يؤمن الأغلبية أنها ديكور، وبالتأكيد يستخدم المعظم تعابير فوق السن القانوني وتشمل الجزء الأنثوي من العائلة للتعبير عن استياءه أثناء القيادة، وأخيرًا يُذكر إسم “الحمار” كلقب لكل من يجلس خلف المقود في السيارة المقابلة أو المجاورة…في حال أحب السائق أن يترفع عن إعطاء رأيه بوالدة أو أخت السائقين الآخرين!
طبعًا من حسن حظي أو حظهم أن الإمتحان كان من النوع الذي يحمل أجوبة إختيارية، وأنا لم أكتب لهم تلك الأجوبة لكنها كانت قوية كفاية لتلتصق على جدران المكتب، افتراضيًا، وفي عقلي إلى الأبد.
والآن، علىَّ أن أتابع دراستي لقوانين وأخلاقيات السير في مقاطعة اونتاريو، في دولة كندا بعد أن، وبكل فخر، رسبت في الإمتحان الكتابي وعندها فقط عرفت أنه كان عليَّ أن أسأل عن كُتيب قوانين السياقة هنا!
مع تحيات….. راسب ويعيد!
Comments