يومَ وُلدنا، كان حُضنُ أُمهاتنا، وحنانُ آبائِنا وذلك البيت الذي يَضمنا هو حُدودنا وهو كلُّ ما نحتاج وأكثر!
كبُرنا وتعلّمنا المشي والركض في الحارة. كانت نهاية الحارة هي حدودنا وكان قطعها من المحرمات!
كبُرنا وذهبنا للمدرسة، وطريق المدرسة اليومي والحارة كان حدودنا، ويعتبر قطع تلك الحدود بمثابة الإنتحار!
كبرنا أكثر، وبدأنا المرحلة الإعدادية والثانوية، وأصبح لدينا أصدقاء وحدودنا كانت المنطقة التي ينتمي إليها حيّنا، وطريق المدرسة والحارة. هذه الحدود وُضعت لكي لا تُكسر!
كبُرنا وارتدنا الجامعة، وكبرت مجموعةُ الأصدقاء وتغيّرت حُدودنا لتضمَّ الحارة، وطريق الجامعة، والحي، والمنطقة وبعضُ الأماكنِ التي يرتادها كافة الجامعيين… ومن غيرِ المعقول أن لا نذهب نحن أيضا! لكن كسرَ تلك الحدود كان مرفوضًا!
كبرنا، وسافرنا في بعثة إلى الخارج، وأصبحتِ السماء حدودنا والعالمُ حيُّنا، وأحلامنا بوسع الكون! وبالرغم من ذلك، لن يجرؤ أحدنا على كسرِ حدوده، فتلك الآن جزأ منا.
كبُرنا، وتزوجنا وأصبحَ لدينا أطفال، وتحوّلنا نحنُ إلى حدودٍ جديدة.
وتستمر الحياة!
Comments