يأتي موعد الزيارة والشوق يأكلني، أعرف جيدا أن الوقت سيمضي دون أن أشعر وأنني لن أعطش ولن أشعر بالجوع وأن الكون سيتوقف ليستمع إلى قصصه وأحاديثة التي تغني القلب والروح. أدخل ويضيء مكتبه بإبتسامة ساحرة يحييني ويشكرني على زيارتي وأفكر لو يعلم أنه في كل جلسة يبعث فيّ روح جديدة! شاي ؟ يسألني، نعم شاي أخضر لوسمحت وهذا آخر شيء أريد أن أقوله في هذه الجلسة! يبدأ بالحديث الغير محضر له مسبقا ولا أعرف من أين نبدأ وكيف ننتهي لكنني أغوص في عالم الشعر والثقافة والأدب، أسمع قصصا وأساطير ساحرة وهو من يضيف هذا السحر بطلته البهية وصوته العربي الجذاب وتعابير وجهه المريح وبالتأكيد إبتسامته الساحرة. أحاول أن أمتص أكثر قدر ممكن من رواياته وأشعر بالخجل من فقر ثقافتي أمام بحره، أحاول أن أقرأ أكثر قبل الوصول إلى مكتبه لكنه في كل مرة يأخذني إلى عالم جديد. مزيدا من الشاي؟ يسأل، لكنني لست أعلم إن كنت أريد مزيدا لأجلس أكثر أم أنني لا أريد شيئا إلا غذاء الروح الذي أستمده من كلامه. يبتسم في كل مرة يسألني إن كنت أعرف هذا الكاتب أو تلك الشاعرة وأهز برأسي نفيا بخجل ملحوظ، يتوجه إلى مكتبته التي دائما أسترق النظر إليها ويأتي لي بكتاب جديد! لست أعلم إن كان فرحي لأنني سأضيف ضيفا جديدا على مكتبتي المتواضعة أم لأنه كان منه هو!
في النهاية أتذكر سبب الزيارة وأضطر للرجوع إلى عالم الواقع وأنا أتطلع بشغف إلى زيارتي التالية حتى يبقى كلام الروح ينعش قلبي وفكري.
Comments