سندويشة ماما

اليوم صباحا وجدت قرب حقيبة يدي كيسا صغير بداخله سندويشة وخيار وتفاحة وبجانبه علبة تحتوي على غداء كانت قد حضرته أمي ليلة أمس وسمعتها تقول من غرفتها: حضرت لك أكلك لليوم… قد أشتري لك lunch box أو علبة طعام! ضحكت كثيرا وأنا أضع الكيس والعلبة داخل حقيبتي وعادت ذكريات المدرسة تتزاحم في رأسي. شكرت أمي مودعة إياها وأنا أغادر المنزل. سندويشة أمي كانت كالتي أحضرها كل يوم من الناحية العملية، لكنها كانت شهية جدا! فكرت مالذي يجعل هذه السندويشة مميزة؟ كانت ببساطة مكونة من خبز إفرنجي وشرائح جبنة ومحاصرة قليلا! أليست سندويشة عادية؟؟ كلا، لأن هناك مكونات لا تستطيع رؤيتها لكنك ستشعر بها عندما تأخذ أول قضمة. فبالإضافة إلى المكونات التي ذكرتها فإن سندويشة أمي تحمل بعضا من نَفَسها الطيب وقليلا من حنان يديها ورشة من عينيها العطوفتين والكثير من الحب. ألتهمت سندويشتي وأنا أفكر بأنواع السندويشات التي كانت تحضرها لنا أمي ونحن صغار، أكاد أجزم أن حتى أشهر المطاعم المتخصصة بالسندويش لن تستطع أن تقدم ما كانت تحضره أمي لنا. كانت سندويشة البيض مع اللبن هي المفضلة لدي عند الفطور لكني لن أذكر مكوناتها لأنها أسرار المهنة لأمي، أما في المساء فسندويشة الباذنجان المقلي مع الخضرة التي لا تقاوم فقد كانت الأشهى! كنا نلتهم على الأقل اثنان منها وفي كثير من الأحيان لا يبقى شيئ لأمي!! أتسائل، هل يا ترى في اليابان أو ألمانيا مثلا لديهم “سندويشة ماما” المميزة؟ ماهي مكوناتها؟ هل لديهم خلطة ماما السحرية التي أنا متأكدة أنها ليست سراً لكنها تحتوي على الكثير من السحر! استمعت جداً بسندويشة أمي التي مهما كبرت وحتى لو أصبحت أماً لن أتذوق أطيب وألذ منها وستبقى هي المميزة. الآن يمكنكم الذهاب إلى أمهاتكم مهما كان عمركم وتقبلوا يديها وأكيد تطالبوا بسندويشتكم المفضلة وتقولوا… مممممممم

*شكرا ماما