تفكر هي منهكة ومشغولة بترتيب المنزل وتعزيله كيف ستتغير حياتها بعد أن يأتوا، أخذت تفكر وهي تشطف أرض المنزل مالذي ستقوله لهم أو مالذي ستلبسه؟ كيف ترتب شعرها، هل تضع مساحيق التجميل أم يكفي أن يكون البيت جاهزاً والطعام حاضراً بالأنواع العديدة؟ هل ياترى سيحبون هذه الأصناف ويحبونني؟ فكرت وهي تستعمل القدر الكبير لأول مرة… لم تكن مضطرة لأن تطبخ لأكثر من شخصين قبلا أما الآن فهي تطبخ بقدر كبير!
حسناً، انها الساعة الواحدة ولم يأتي أحد! فكرت في نفسها، هل أقلق أم أنها عجقة سير كالمعتاد!
تسمع صوت طرق على الباب، لم تعد تقوى على النهوض أصلاً من الخوف والفرح. عقلها وقلبها سبقاها إلى الباب لكن هذا الجسد النهك لم يستجب بسرعة، حاولت أن ترسل صوتها فقط لتعلمهم كم هي تطير من الفرحة للقائهم ولكن هاتان القدمان تربطتا من كثرة القلق والوقوف في المطبخ! تلقي نظرة سريعة على المرآة نظرة خاطفة فقط ، ربما هي عادة عند النساء أو ربما أرادت أن تتأمل الوجه الذي سيرونه قريباً وتمنت أن يعجبهم هذا الوجه!
تسمع دقات قلبها وهي تمسك بقبضة الباب وبدأت أشعة خفيفة تدخل وكأنها نافذة إلى الجنة.. “مرحباً سيدتي” رجل غريب في الباب، متوسط الطول أسمر اللون ذو ملامح مألوفة وعيون متأملة. “نعم… عفواً أقصد أهلاً كيف لي أن أساعدك؟” ردت وهي في حيرة من أمرها.
بدأت تسمع وبدأت ملامح هذا الوجه تتغير، لم تكن قصة جميلة ولم يكن هذا الشخص هو من تنتظر أصلاً! بدأ بالكلام وبدأت تفقد قوتها، أكيد هذا الرجل قصد بيت آخر وأكيد أنا لست المعنية وهم ليس أصحاب هذه الخبرية! لكن الأسماء نفسها ولتفاصيل صحيحة لكن ليست هذه النهاية التي كانت تنتظر.
أغلقت الباب دون أن تشكر الرجل حتى، بدلت ملابسها وربطت شعرها وبدأت بإعادة الأشياء إلى مكانها السابق… أقفلت الغرف وأقفلت على القصة للأبد.
Comments