عُذراً سيد مكاوي، فقد تعلمنا أن الأرض لا تتكلم العربية. الأرض لا لغة لها ولا طائفة، نحن من نصبغها بصبغة لم تكن يوماً لها!
عُذرا، فالأرض لا جنسية لها ولا إنتماء، بل نحن من زرعنا فوقها الأعلام وشيدنا الحدود وأطلقنا عليها الأسماء!
عُذراً، أيها الموسيقار فألحانك هي مزيج لأرواح تتحدث لغة الكون، لغة لا يفهمها إلا الأرواح! فمن قال أن الموسيقى تتحدث لغة ما؟ ومن قال أن النغم يتبع لأمةٍ ما؟
عُذراً، فهذه الأرض لا دين لها، الأرض تتبع خالقها، الأرض لا تعرف طوائفنا وأحزابنا، وغداً عندما ندفن تحتها لن تميّزنا حسب انتمائنا ومذاهبنا ولغتنا، بل سيمتزج هذا الجسد بالتراب الذي أتى منه.
عُذراً، فأنا خُلقت من تراب، وأنا أتبع خالق هذا التراب، ولغتي هي لغة الطبيعة والموسيقى والياسمين. فإن لم أفهم على لغة هذا العالم، فليس لأنني أميّة بل لأن العالم نَسي لغته الأم!
Comments