في زمن يغصّ بالبرامج التدريبية والفيديوهات التعليمية التي تتحدث عن كيفية التعايش مع المحيط ومع الذات، أستغرب وجود إنسان لم يقرأ أو يعرف كيف يتعامل مع مجتمعه ويطور من نفسه وقدراته الإجتماعية.
لكن، حتى مع وجود هذا الكم الهائل من المعلومات، تنتشر أمراض جديدة ومعقدة تتناسب ومحتويات هذا العصر. وقد يكون أهمها وأخطرها هو مرض المعرفة المتوهمة!
المعرفة المتوهمة هي أن تعتقد بأنك وصلت إلى مرحلة تقول فيها: أنا أعرف كل شيء، وعندما يتم طرح أي معلومة جديدة أو نصيحة معينة، تقابلها بالرفض الداخلي وتحجب النظر عنها وبهذا تصل إلى مرحلة العمى المعرفي.
السبب الظاهر لهذا العمى هو كثرة العلم والخبرة التي تعتقد أنك تمتلكها، لكن المسبب الرئيسي للعمى المعرفي هو أنت!
قد نتسائل كيف نصل لهذه المرحلة؟ يبدأ هذا بقليل من الغرور ثم يتحول إلى إحساس عام بالإمتلاء، فأنت الآن تعرف الكثير ولا ينقصك إلا القليل الذي لا يبدو مهما بالنسبة لك. ثم يختفي هذا القليل لتشعر أنك امسكت بزمام المعرفة في نظر نفسك.
يصبح من الصعب عليك رؤية الآخر والإستماع لفكره ثم تنتقل لمرحلة رفضه والإستهتار بآرائه. وعندما تصل إلى مرحلة تهميش كل من حولك لتكون أنت الوحيد في الصورة، تصبح غير قاد على الرؤية الفكرية وهكذا تصاب بالعمى الفكري.
لكن، إن شعرت بهذه الأعراض، فهذه خطوة أولى مهمة لبداية مرحلة العلاج الفكري. قد نتسائل، هل يوجد حدود للمعرفة؟
بالتأكيد لا، ولهذا ما أعرفه أنا يضيف الكثير لما تعرفه أنت والعكس صحيح ومكملات الفكر هي الفيتامينات التي تنعش المعرفة. هذه المكملات موجودة في كل فرد منا بنسب متوازنة ومُتاحة لمن يريد الإستفادة منها.
الفكر قابل للنمو حتى آخر يوم في حياتنا، وتنميته تعتمد على الإجتهاد الشخصي. أما الفكر المعاق فهو الذي يعتمد على الغذاء الداخلي فقط دون اللجوء إلى تلك المكملات الفكرية.
*photo off the net
Comentários