top of page

تخدير

وصل طبيب التخدير، هذه العملية سهلة بعض الشيء وسيكون التخدير موضعي.

شرح الطبيب الذي سيقوم بالعملية المراحل المختلفة للمريضة، وطمئنها بأن كل شيء سيكون على مايرام. تحدث قليلًا مع طبيب التخدير وترك الغرفة ليقوم ببعض التجهيزات اللازمة.

اقترب طبيب التخدير من المريضة، لم يكن يظهر على وجهه ملامح واضحة، كان يحمل تعبير اللامبالاة وكأنه أتى لتأدية عمل روتيني فقط. جهّز الإبرة والمحلول، وبعد أن طمئن المريضة بدوره أن كل شيء سيكون على مايرام، طلب منها أن لا تقوم بأي ردة فعل عند غز الإبرة، خاصة بأنها في منطقة الوجه.

كانت المريضة مرتعبة من الإبرة أكثر من خوفها من العملية، فكرت بأنه كان عليها أن تطلب تخدير عام وانتهينا! لكن الآن وقد فات الأوان، لم يعد أمامها إلا الطبيب والإبرة وجسدها المرتعش.

بدأ بإدخال الإبرة الأولى وهو يخبرها بأن أول ثلاثة إبر ستؤلمها، وكم هي شجاعة وأنها ستكون بخير و…و.. أما هي فقد شعرت وكأن سكينة تدخل رأسها وتقسمه نصفين أو كأنها ستصاب بشلل دماغي. يبدوا أن عزم الألم كان واضحًا، مما جعل الطبيب يتقدم نحوها ويمسك بيدها ويعطيها إيعازات بالتنفس بهدوء.

بالفعل، وبعد الإبرة الثالثة، لم تعد تشعر بالألم بقدر ما تشعر بالرعب من منظر الإبرة وهي تقترب من وجهها! بدأ مفعول التخدير يظهر، وبدأت تتحدث كثيرًا وتخبر الطبيب قصصًا مضحكة ونكت سمعتها من قبل، وتوالت النكات ويبدو أن عقلها دخل في مرحلة الإسترخاء التام.

يضحك الطبيب وبيده الإبرة العاشرة، أخبرها بأنه يضع كميات قليلة حتى تدوم أطول. عاد ليمسك بيدها ويطمئنها، لكن هذه المرة كانت يدها مرتخية بعض الشيء وكان جسده أقرب بعض الشيء! أحست وكأن يدها تلامس أعضاءه من خلف البنطال. لم تكن متأكدة عند هذه اللحظة إن كانت قد دخلت عالم الهلوسة أم أن يدها فعلا هناك!

بينما يحضّر الطبيب الدفعة الجديدة من الإبر، كان عقلها يفكر “لِمَ لم أطلب من الممرضة البقاء؟ لِمَ أنا وحدي هنا مع هذا الرجل؟”.

عند الإبرة الخامسة عشر، اقترب الطبيب أكثر وسألها إن كانت على مايرام، هزت رأسها بالإيجاب وأعجبه صمتها. بدأ بملامسة جسدها ثم مرر يدها على أعضاءه، جحظت عيناها بمحاولة اعتراض، لكنه ابتسم وأخبرها بأن كل شيء على مايرام وأنه قارب على الإنتهاء من التخدير! أما هي فقد أرادت أن تصفعه، أو أن تدخل تلك الإبرة في أعضاءه لتنتقم، لكنها لم تستطع السيطرة على حركات جسدها.

غرز الإبرة الأخيرة وقد سقطت من عينيها دمعتين، نظر إليها وابتسم وطمئنها بأنها لن تشعر بشيء وأن العملية ستمر على خير!

لملم معداته مع دخول الطبيب والمساعد والممرضة، الذين كانوا يتحاورون عن أهمية دقة التخدير، وخاصة الموضعي قبل البدء بأي عملية!

3 views0 comments

Recent Posts

See All
bottom of page